{أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ}(19) سورة الرعد
توالت الأيام على أوراق الأشجار فذبلت وغدت مصفرَّة، لا حياة فيها ولا نماء لتتساقط واحدة تلوَ الأخرى، لتصبح الجنة الغنَّاء خاوية على عروشها لا روح فيها ولا ريحان.
ولكن هيهات هيهات... فلا بدَّ من حرب الشتاء القارس الـمُزبد ضد الجوع والعطش الجفاف، حرب نتاجها ربيع فصيف الزهور والورد والثمار الطيبة المذاق، والنبات الآتي بالحياة والينابيع والأنهار العذبة، إنها حرب رب العالمين لعباده أجمعين، حرب الحياة والنماء والخصب والجمال، يهبها للناس أجمعين، هذه هي حرب الله فأين هي من حرب البشر.
وهكذا في عالمِ انهيار المبادئ والمواقف والقيم، تقادمت الأيام على المفاهيم فشاخت، بعد أن امتدت إليها أيدٍ أثيمة حتى كادت تهترئ وتصدأ، بعد أن عُطِّل باب الاجتهاد والتفكير الجاد، بوضع هالاتٍ مقدسة لكتب صيغت في فترات مظلمة من التاريخ الإسلامي، وفُرِض على الفرد المسلم أن يكون إمَّعة من حيث لا يشعر، فنيل من السادة الرسل والأنبياء ووصموا بصفات يترفع عنها أدنى الناس، ولم يُكتفَ بذلك فحسب، بل تجرؤوا على الحضرة الإلهية، فنسبوا له الظلم والجهل والبعد والقسوة فقالوا كذباً: (كتب الله علينا الزنا والكفر والشقاء) وما إلى ذلك.
بهذه الدسوس كفّوا الأيدي وكمّوا الأفواه وأخمدوا التفكير.
والمرء لا يستطيع التجرؤ على مخالفة عبادة الآباء، فصدَّق عليه إبليس ظنه واتبعه من حيث لا يدري بل لأنه لم يفكر، وإن جاءه من يوقظ له تفكيره: أن ارجع إلى كتاب الله في كل أمورك فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى: « اعرضوا حديثي على كتاب الله فإن وافقه فهو مني وأنا قلته» أخرجه الطبراني في الكبير.
هالَهُ ذلك ونسب لناصِحه الانتماء أو العداء.
ولكن أما سمعوا قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد
و: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر، فلا تناله الدسوس، ولا تمتد أيدي العابثين المضلين إليه بكلمة واحدة أو دونها، وهو الجامع للعلوم كلها، فما فرَّط فيه تعالى من شيء.
{.. مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ..} (38) سورة الأنعام.
عزرائيل: وفي هذا السفر المبارك نجد أن: تسمية عزرائيل ملك الموت، فقاعة صابون نفخوها بأفواههم فحملتها أجيال تلوَ أجيال، وهي غثاء سيل ليس إلا.
الـنَّبـي الأمِّي: بينما انصرف البعض لتعزيز نصرتهم للنبيصلى الله عليه وسلم وتعظيمه بوصفه الأمي لأنه لا يجيد القراءة والكتابة، فجهلوا الحقيقة والمعاني لا طاعة ولا رغبة، بل جموداً للتفكير ورجوعاً لأقوال منقولة يتبين الآن أنها غير معقولة، فكانت عجيبة العجائب.
النيل: ـ بلغت القوة الحضارية اختراق السماء إلى أعالي الفضاء وخرق الأرض الأمتار فأين ستهرب المياه الجوفية من قبضتنا وهل سنستغني عن ماء السماء؟. ونضمن مستقبل المزروعات؟!.
أبناء سيدنا آدم: هل يحلُّ الأخ لأخته؟. بالطبع لا، فكيف تم السماح لزواج الأخوة بزمن سيدنا آدم عليه السلام وكيف جاءت الذرية قوية البنية بزواج أقرب الأقارب؟!. قضية علمية دينية أذهلت وحيرت الأفهام، نفهمها بطيّات هذا الكتاب.
بحث السعادة: شاهٍ شاه ملك الملوك يصرّح ألاَّ سعادة في الدنيا، وملك الألماس يموت منتحراً، وكورغان صانع الملوك يقول: ليس هناك سعادة إنما هي لذائذ.
ومن خبر الغواني فإنهن **** ضياء بواطنهن ظلام
والقرآن الكريم يُقرُّ أن الدنيا لذائذها شقاء مآلها الهلاك، لمن لا يستنير بنور صاحبها جلَّ وعلا.
فهل خلقنا مُبدع الجمال للشقاء؟. حاشا وكلا.
فإن لم يكن، فأين هي السعادة؟!.
أم للشقاء خُلقنا؟!. مع أننا للسعادة خلقنا ولكن كيف؟!...
وعجباً إذ لا أوْضح من القرآن ويبتغون الفلاح بغيره والنجاح.
وغدا الإسلام غريباً، وغربته في دياره وبين قومه وأتباعه، ففرغت القلوب من الإيمان والسلوك المستقيم، وغدت أفعالهم عصياناً صريحاً لأوامر الله جل وعلا وممارسة للنواهي والمحظورات، واستباحة للمحرمات.
وما تلك الغربة وبُعد المنال وضعف التطبيق للإسلام إلا بسبب انحدار المسلمين سلوكاً وأخلاقاً، وما ذلك إلا بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم والتقوقع خلف مخطوطات ومجلدات نُسبت زوراً لأسماء أعلامٍ هم منها براء.
فعطلت الشريعة والأحكام، وباتت التصوُّرات والصور المرسومة للمبادئ التي ساد بها الصحب الكرام أصقاع العوالم كلها، ففتحوا عقول الناس قبل حصونهم، وذلك في ربيع الإسلام وصيفه المثمر، وامتزجت روح الإسلام بأرواحهم، وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، وظل ينتشر نور الإسلام وتعلو كلمته حتى خفقت راياته في أصقاع المعمورة، وأصبح الدين تقريباً كله لله، وغدا الكفر غريباً، فسعدت أمم بعد شقائها، وأنيرت عقول عُقب ظلامها. وقررت قواعد العدل والإحسان.
فوا أسفاه: هذه المبادئ غدت مجرد خيالات وحكايات تخلو من حقائقها، كأوانٍ بلا غذاء، بل وإن الأواني قد تهشَّمت وأصابها التلف، كيف لا ولم تدع أفكار الداسين إناء إلا وولغت فيه؟!.. فبات الدين في خريفه وكأنه لا يصلح لزماننا، خالٍ من الإمكانيات لمواكبة الظروف الجديدة والمعطيات المتطوّرة. فاستْعدوا القرآن ورأوه مضيِّقاً عليهم، وإذا خاطبت المرء بلسان القرآن قال لك: هذا القرآن ليس لهذا الزمان... هذه الأوامر ليست لنا...، ومنهم من استحسن السمَّ بالدسم اكتفى.
ولكن: {.. وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة، ورغم أنف الداسِّين: لا بدَّ من ساعة ينقصم فيها ظهر الكفر وأهله، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، فكما بدأ الإسلام غريباً في شتائه بين قوم قساة الأكباد يعبدون الأصناملأناس مثلهم) وهكذا ستعود دعوة حق وهدى في دنيا الباطل والضلال والرديء،والكفر شامل، والظلام مطبق، والجهل مسيطر، والإثم قائم، جاء الحق ليناهض ذلك كله، ويعدِّل من سير الحياة، ويحقق الإصلاح المرتقب المنشود في ربيع الإسلام، وبربوع الأمان والطمأنينة ورغد السلام.
فسيعود الدين الغريب نوراً تستنير به قلوب البشرية جمعاء بإذن العلي القدير.
توالت الأيام على أوراق الأشجار فذبلت وغدت مصفرَّة، لا حياة فيها ولا نماء لتتساقط واحدة تلوَ الأخرى، لتصبح الجنة الغنَّاء خاوية على عروشها لا روح فيها ولا ريحان.
ولكن هيهات هيهات... فلا بدَّ من حرب الشتاء القارس الـمُزبد ضد الجوع والعطش الجفاف، حرب نتاجها ربيع فصيف الزهور والورد والثمار الطيبة المذاق، والنبات الآتي بالحياة والينابيع والأنهار العذبة، إنها حرب رب العالمين لعباده أجمعين، حرب الحياة والنماء والخصب والجمال، يهبها للناس أجمعين، هذه هي حرب الله فأين هي من حرب البشر.
وهكذا في عالمِ انهيار المبادئ والمواقف والقيم، تقادمت الأيام على المفاهيم فشاخت، بعد أن امتدت إليها أيدٍ أثيمة حتى كادت تهترئ وتصدأ، بعد أن عُطِّل باب الاجتهاد والتفكير الجاد، بوضع هالاتٍ مقدسة لكتب صيغت في فترات مظلمة من التاريخ الإسلامي، وفُرِض على الفرد المسلم أن يكون إمَّعة من حيث لا يشعر، فنيل من السادة الرسل والأنبياء ووصموا بصفات يترفع عنها أدنى الناس، ولم يُكتفَ بذلك فحسب، بل تجرؤوا على الحضرة الإلهية، فنسبوا له الظلم والجهل والبعد والقسوة فقالوا كذباً: (كتب الله علينا الزنا والكفر والشقاء) وما إلى ذلك.
بهذه الدسوس كفّوا الأيدي وكمّوا الأفواه وأخمدوا التفكير.
والمرء لا يستطيع التجرؤ على مخالفة عبادة الآباء، فصدَّق عليه إبليس ظنه واتبعه من حيث لا يدري بل لأنه لم يفكر، وإن جاءه من يوقظ له تفكيره: أن ارجع إلى كتاب الله في كل أمورك فالرسول صلى الله عليه وسلم أوصى: « اعرضوا حديثي على كتاب الله فإن وافقه فهو مني وأنا قلته» أخرجه الطبراني في الكبير.
هالَهُ ذلك ونسب لناصِحه الانتماء أو العداء.
ولكن أما سمعوا قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} (24) سورة محمد
و: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (9) سورة الحجر، فلا تناله الدسوس، ولا تمتد أيدي العابثين المضلين إليه بكلمة واحدة أو دونها، وهو الجامع للعلوم كلها، فما فرَّط فيه تعالى من شيء.
{.. مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ..} (38) سورة الأنعام.
عزرائيل: وفي هذا السفر المبارك نجد أن: تسمية عزرائيل ملك الموت، فقاعة صابون نفخوها بأفواههم فحملتها أجيال تلوَ أجيال، وهي غثاء سيل ليس إلا.
الـنَّبـي الأمِّي: بينما انصرف البعض لتعزيز نصرتهم للنبيصلى الله عليه وسلم وتعظيمه بوصفه الأمي لأنه لا يجيد القراءة والكتابة، فجهلوا الحقيقة والمعاني لا طاعة ولا رغبة، بل جموداً للتفكير ورجوعاً لأقوال منقولة يتبين الآن أنها غير معقولة، فكانت عجيبة العجائب.
النيل: ـ بلغت القوة الحضارية اختراق السماء إلى أعالي الفضاء وخرق الأرض الأمتار فأين ستهرب المياه الجوفية من قبضتنا وهل سنستغني عن ماء السماء؟. ونضمن مستقبل المزروعات؟!.
أبناء سيدنا آدم: هل يحلُّ الأخ لأخته؟. بالطبع لا، فكيف تم السماح لزواج الأخوة بزمن سيدنا آدم عليه السلام وكيف جاءت الذرية قوية البنية بزواج أقرب الأقارب؟!. قضية علمية دينية أذهلت وحيرت الأفهام، نفهمها بطيّات هذا الكتاب.
بحث السعادة: شاهٍ شاه ملك الملوك يصرّح ألاَّ سعادة في الدنيا، وملك الألماس يموت منتحراً، وكورغان صانع الملوك يقول: ليس هناك سعادة إنما هي لذائذ.
ومن خبر الغواني فإنهن **** ضياء بواطنهن ظلام
والقرآن الكريم يُقرُّ أن الدنيا لذائذها شقاء مآلها الهلاك، لمن لا يستنير بنور صاحبها جلَّ وعلا.
فهل خلقنا مُبدع الجمال للشقاء؟. حاشا وكلا.
فإن لم يكن، فأين هي السعادة؟!.
أم للشقاء خُلقنا؟!. مع أننا للسعادة خلقنا ولكن كيف؟!...
وعجباً إذ لا أوْضح من القرآن ويبتغون الفلاح بغيره والنجاح.
وغدا الإسلام غريباً، وغربته في دياره وبين قومه وأتباعه، ففرغت القلوب من الإيمان والسلوك المستقيم، وغدت أفعالهم عصياناً صريحاً لأوامر الله جل وعلا وممارسة للنواهي والمحظورات، واستباحة للمحرمات.
وما تلك الغربة وبُعد المنال وضعف التطبيق للإسلام إلا بسبب انحدار المسلمين سلوكاً وأخلاقاً، وما ذلك إلا بنبذهم كتاب الله وراء ظهورهم والتقوقع خلف مخطوطات ومجلدات نُسبت زوراً لأسماء أعلامٍ هم منها براء.
فعطلت الشريعة والأحكام، وباتت التصوُّرات والصور المرسومة للمبادئ التي ساد بها الصحب الكرام أصقاع العوالم كلها، ففتحوا عقول الناس قبل حصونهم، وذلك في ربيع الإسلام وصيفه المثمر، وامتزجت روح الإسلام بأرواحهم، وخالطت بشاشة الإيمان قلوبهم، وظل ينتشر نور الإسلام وتعلو كلمته حتى خفقت راياته في أصقاع المعمورة، وأصبح الدين تقريباً كله لله، وغدا الكفر غريباً، فسعدت أمم بعد شقائها، وأنيرت عقول عُقب ظلامها. وقررت قواعد العدل والإحسان.
فوا أسفاه: هذه المبادئ غدت مجرد خيالات وحكايات تخلو من حقائقها، كأوانٍ بلا غذاء، بل وإن الأواني قد تهشَّمت وأصابها التلف، كيف لا ولم تدع أفكار الداسين إناء إلا وولغت فيه؟!.. فبات الدين في خريفه وكأنه لا يصلح لزماننا، خالٍ من الإمكانيات لمواكبة الظروف الجديدة والمعطيات المتطوّرة. فاستْعدوا القرآن ورأوه مضيِّقاً عليهم، وإذا خاطبت المرء بلسان القرآن قال لك: هذا القرآن ليس لهذا الزمان... هذه الأوامر ليست لنا...، ومنهم من استحسن السمَّ بالدسم اكتفى.
ولكن: {.. وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} (32) سورة التوبة، ورغم أنف الداسِّين: لا بدَّ من ساعة ينقصم فيها ظهر الكفر وأهله، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله، فكما بدأ الإسلام غريباً في شتائه بين قوم قساة الأكباد يعبدون الأصناملأناس مثلهم) وهكذا ستعود دعوة حق وهدى في دنيا الباطل والضلال والرديء،والكفر شامل، والظلام مطبق، والجهل مسيطر، والإثم قائم، جاء الحق ليناهض ذلك كله، ويعدِّل من سير الحياة، ويحقق الإصلاح المرتقب المنشود في ربيع الإسلام، وبربوع الأمان والطمأنينة ورغد السلام.
فسيعود الدين الغريب نوراً تستنير به قلوب البشرية جمعاء بإذن العلي القدير.